خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة ، للشيخ عمر مصطفي
خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م بعنوان : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 16 جماد الثاني 1445هـ ، الموافق 2 فبراير 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م بصيغة word بعنوان : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة ، للشيخ عمر مصطفي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م بصيغة pdf بعنوان : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة ، للشيخ عمر مصطفي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م ، بعنوان : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة ، للشيخ عمر مصطفي.
أولًا: البــــلاءُ سنـــةٌ ماضيـــةٌ.
ثانيًا: بعدَ المحـــنِ تأتِي المنــــحُ.
ثالثًا: واجبُنَا عندَ نزولِ الشدائدِ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م ، بعنوان : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:
مِن دُروسِ الإسراءِ والمعراجِ (الفرجُ بعدَ الشدةِ)
21 رجب 1445 هـ – 2 فبراير 2024 م
الموضوع
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) }(الإسراء)، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علي كلِّ شيءٍ قدير، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ البشيرُ النذيرُ، والسراجُ المنيرُ سيّدُ الأولينَ والآخرين، أرسلَهُ ربُّهُ رحمةً للعالمين، وعلي آلِهِ وأصحابِهِ أجمعين، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة
أولًا: البــــلاءُ سنـــةٌ ماضيـــةٌ.
*عبادَ الله: إنَّ البلاءَ سنةٌ مِن سننِ اللهِ تعالَي لا تتبدل ولا تتغير، ولم يستثنِ اللهُ منهَا أحدًا مِن أنبيائِه ورسلِه مع علوِّ مكانتِهِم وشرفِ منزلتِهِم، بل جعلَهُم اللهُ أشدَّ الناسِ بلاءً، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: «الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ»(سنن الترمذي).
وما مِن نبيٍّ ولا رسولٍ مِن لدنْ آدمَ إلي سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ إلَّا ابتلاهُ اللهُ، قالَ تعالي: { أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)}(العنكبوت)، البعضُ يظنُّ أنَّهُ عندمَا يقولُ آمنًا أنَّهُ لا يتعرضُ للبلاءِ، وسنةَ اللهِ في الخلقِ البلاءُ، وكلّمَا زادَ الإيمانُ زادَ البلاءُ.
قال تعالي:{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)}(البقرة)
وهذه الدنيا جعلَهَا اللهُ دارَ ابتلاءٍ، قال تعالي: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)}(البلد)، في نصبٍ وتعبٍ لا يفارقُهُ منذُ خلقِهِ في بطنِ أُمّهِ إلى وفاتِه بانقضاءِ عمرِه.
وقال تعالي :{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)}(الأنبياء) ، وقال تعالي { فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)}(الفجر)،
والبلاءُ يكونُ رفعةً في الدرجاتِ للصالحينَ والأصفياء، قَالَ رَسُول الله ﷺ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ، لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ، أَوْ فِي مَالِهِ، أَوْ فِي وَلَدِهِ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى».(سنن أبي داود).
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة
ثانيًا: بعدَ المحـــنِ تأتِي المنــــحُ.
للهِ درُّ القائلِ:
وكمْ للهِ مِن لطفٍ خفيٍّ …. يدقُّ خفاهُ عن فهمِ الذكِيِّ
وكم مِن يسرٍ أتَي مِن بعدِ عسرٍ ….. فَفَرَّجَ كُربَةَ القلبِ الشجِيِّ
وكم أمرٍ تُساءُ بهِ صباحًا ….. وتأتيكَ المسرةُ بالعشِيِّ
إذا ضاقتْ بكَ الأحوالُ يومًا …… فثقْ بالواحدِ الفردِ العلِيِّ
ولا تجزعْ إذا ما نابَ خطبٌ ….. فكمْ للهِ مِن لطفٍ خفِيٍّ
* عبادَ الله: بعدَ المحنِ تأتِي المنحُ وبعدَ الألمِ يأتِي الأملُ وبعدَ الشدةِ يأتِي الفرجُ وبعدَ العسرِ يأتِي اليسرُ، فبعدَ هذه السنواتِ مِن الدعوةِ السريّةِ، ثم الجهرِ بالدعوةِ، وصولًا إلي عامِ الحزنِ لاقَي النبيُّ ﷺ ما لاقَي في سبيلِ اللهِ، وكانتْ رحلةُ الطائفِ مليئةٌ بالصعابِ والشدائدِ، جاءتْ البشرياتُ تتوالَي تربطُ علي قلبِ النبيِّ ﷺ منها:
* إسلامُ عداسٍ: لمَّا رأي ابنَا ربيعةَ عتبةُ وشيبةُ ما لقَي ﷺ تحركتْ لهُ رحمتهُمَا ، فَدَعَوَا غُلامًا لَهُمَا نَصْرَانِيِّا، يُقَالُ لَهُ: عَدَّاسٌ، فَقَالا لَهُ: خُذْ قِطْفًا مِنْ هَذَا الْعِنَبِ، فَضَعْهُ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ الرَّجُلِ. فَفَعَلَ عَدَّاسٌ، وَأَقْبَلَ حَتَّى وَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ رسولِ اللهِ ﷺ، ثم قَالَ لَهُ: كُلْ. فَلَمَّا وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدَهُ قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ»، ثُمَّ أَكَلَ، فَنَظَرَ عَدَّاسٌ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا الْكَلامَ مَا يَقُولُهُ أَهْلُ هَذِهِ الْبِلادِ!». فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: وَمِنْ أَهْلِ أَيِّ الْبِلادِ أَنْتَ يَا عَدَّاسُ؟ وَمَا دِينُكَ؟ قَالَ: نَصْرَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ «نِينَوَى، فَقَالَ لَهُ رسول الله ﷺ: من أهل قرية الرَّجُلِ الصَّالِحِ «يُونُسَ بْنِ مَتَّى». قَالَ عَدَّاسٌ: وَمَا يُدْرِيكَ مَا يُونُسُ؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ذَاكَ أَخِي، كَانَ نَبِيِّا وَأَنَا نَبِيٌّ، فَأَكَبَّ «عَدَّاسٌ» عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُقَبِّلُ رَأْسَهُ وَيَدَيْهِ وَقَدَمَيْهِ». قَالَ: يَقُولُ ابْنَا رَبِيعَةَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَمَّا غُلامُكَ فَقَدْ أَفْسَدَهُ عَلَيْكَ. فَلَمَّا جَاءَهُمَا عَدَّاسٌ قَالا لَهُ: وَيْلَكَ يَا عَدَّاسُ! مَا لَكَ تُقَبِّلُ يَدَيْ هَذَا الرَّجُلِ وَرَأْسَهُ ! قَالَ: يَا سَيِّدِي، مَا فِي الأَرْضِ شَيْءٌ خَيْرٌ مِنْ هَذَا. قَالا: وَيْحَكَ يَا عَدَّاسُ! لا يَصْرِفَنَّكَ عَنْ دِينِكَ، فَإِنَّ دِينَكَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهِ ».(أسد الغابة).
* إسلامُ نفرٍ مِن الجنِّ: في طريقِ عودتِه ﷺ مِن الطائفِ أقامَ أيامًا في وادِي نخلةَ قريبًا مِن مكةَ، فبعثَ اللهُ إليهِ نفرًا مِن الجنِّ استمعُوا إلي القرآنِ، وأسلمُوا وعادُوا إلي قومِهِم مبشرينَ ومنذرين.
قال تعالي : { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32) }(الأحقاف).
* رحلةُ الإسراءِ والمعراجِ: هذه الرحلةُ كانتْ تكريمًا للنبيِّ ﷺ، وتسريةً عنهُ، فإذا كان أهلُ الأرضِ قد تركوكَ، فإنَّ ربَّ السماواتِ والأرضِ يدعوكَ.
قال تعالي :{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) }(الإسراء).
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة
ثالثًا: واجبُنَا عندَ نزولِ الشدائدِ.
عبادَ الله: إنَّ واجباتِ المؤمنِ عندَ نزولِ الشدائدِ وحلولِ الأزماتِ كثيرةٌ منهَا:
*الرضَا والتسليمُ لقضاءِ اللهِ: إنَّ المؤمنَ مُبتلَي علي كلِّ حالٍ، إمّا بالسراءِ وإمّا بالضراءِ، ولكنْ مقابلتُهُ لكلَا الأمرينِ هو الذي يحددُ مصيرَهُ، هل يُثابُ أو يُعاقبُ، فعليهِ أنْ يرضَي ويسلمَ لقضاءِ اللهِ لينالَ الأجرَ والجزاءَ.
عَنْ صُهَيْبٍ رضي اللهُ عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» (صحيح مسلم).
*اللجوءُ إلي اللهِ بالتضرعِ والدعاءِ: إنَّ اللجوءَ إلي اللهِ في الشدائدِ والأزماتِ هو الحصنُ الحصينُ، فهذا نبيُّنَا ﷺ في رحلتِه إلي الطائفِ لمّا تكالبتْ عليهِ الشدائدُ شكَا إلي ربِّه وهذا درسٌ يجبُ أنْ نعيَهُ جيدًا؛ لأنَّ الكثيرَ منّا عندَ المصائبِ ربّمَا شغلتْهُ المصيبةُ عن اللجوءِ والتضرعِ إلي اللهِ.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى الطَّائِفِ مَاشِيًا عَلَى قَدَمَيْهِ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، فَلَمْ يُجِيبُوهُ فَانْصَرَفَ، فَأَتَى ظِلَّ شَجَرَةٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إِلَى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُنِي، أَمْ إِلَى قَرِيبٍ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي ، إِنْ لَمْ تَكُنْ غَضْبَانًا عَلَيَّ، فَلاَ أُبَالِي، إِنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمَرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَكَ، أَوْ تُحِلَّ عَلَيَّ سَخَطَكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ.(المعجم الكبيرللطبراني).
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي اللهُ عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ” مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا ” ، قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: ” بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا “ (مسند أحمد).
*تركُ اليأسِ والقنوطِ: عبادَ الله لقد كان رسولُ اللهِ ﷺ في قلبِ الشدائدِ والأزماتِ والمحنِ يبشرُ أصحابَهُ بالنصرِ والتمكينِ، ويدفعُ عنهم اليأسَ والقنوطَ، وحينمَا جاءَ خبابُ بنُ الأرت وقد اشتدَّ كربُهُ وزادَ بلاءُهُ وتضاعفُ عليهِ الإيذاءُ، جاء إلي النبيِّ ﷺ وقالَ له ألَا تستنصرُ لنَا، غضبَ النبيُّ ﷺ مِن هذه العجلةِ.
تابع/ خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة
عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رضي اللهُ عنه ، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ قَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».(صحيح البخاري).
قال تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ( الزمر ) ، {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} لا تيأسُوا منهَا، فتلقُوا بأيديكُم إلى التهلكةِ .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ، مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ»(صحيح مسلم).
قال تعالي:{ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}(يوسف)، وقال تعالي :{ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ } (الحجر)، فلا ييأس من رحمة الله إلا كافر أو ضال .
اللهُمَّ يسرْ أمورَنَا واذهبْ غمومَنَا وأصلحْ أحوالَنَا وخُذْ بنواصينَا إليكَ أخذَ الكرامِ عليكَ وأعنَّا علي ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين ، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف